في سياسة النفس

في سياسة النفس
**************
ان الحمد لله حمدا لا ينقطعُ سبحانه جلّ وعلا على سابغ نعمائه وعطائه ، ونعظمه على هيبته وسلطانه وكبريائه ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الى خلقه وأوليائه
أما بعدُ
فانّ المرءَ سائسُ نفسه ان شاء أهْلكَ وان شاء أمْلكَ فليس أكيَسُ ممن تحرّى السلامةَ في كل وجوهها معاشا ومعادا ، وليس أطْيش ممن فاته الحزمُ فكان بئسَ المضيع لنفسه يرى لها الغُنمَ ولهي الغارمةُ وما يعقلُ ، اذ اليُمنُ مخبوءة جواهره والتوفيقُ متوارٍ على غير ذي الرّأي ، والصّواب طالما تقنّعَت أوجهه وتمنّعتْ معالمه فكانت السلامة في الصّمت اذ يُغري التكلمُ ، ورُبّ بنت شفةٍ طوّحت ْ بهامَةٍ و أخرى أورثتْ نجاءً ، وربّ حِمامٍ زار في منامٍ ، أو سلامةً أُحرزَت في ساح الوغى ، أو شقيٍّ في سَمت عابدٍ ، و مرحومٍ سعيدٍ في هيأة ملعونٍ مرجومٍ ،،، فتلك بعضُ صور التشكل بين الخفيّ والظاهر من الخطا، والصّواب لا يُحرزها الا العاقل ولا يُفيتُها غير الجاهلُ ، فكنْ على ما فاتَ احرازه أندمَ على دفع ِ ما أحرزْتَ ،ففي الأولى المُدارَكةُ وليس مع الثانية المُدافَعةُ ،ولا تجاورْ شرّا ولو بسماعه ، فانْ خُضْته صرعَتك حبائلُه ، ولا تعجلْ في كلّ امرك فتحتلبَ الندامة َ ورُبّ مُضَيَّع ٍ بريْثٍ أسلمُ ممّا حصّله التّعجيلُ ، ولا تسْتمْرئ الظلم َ وان قدِرت فانّه بَطَرٌ يوشك أن يعودَ ذلّةً بعدَ عُلوّ ٍ وحسبُك من دناءته هتكُ المُروءَة ،،، لسانَك والكذبَ وما ندر من القول في غير رويّةٍ ولا تفكّرٍ ، فانَّ صوابَ العَجولَ لا يُصابُ ، والكذوب لا يُهابُ ،ورُبَّ قتيلِ لسانٍ وناجٍ من سنانٍ ، ولا تجارِ من يُخالف قدْرك ضَعةً ورفعةً ، فمُجاراةُ الأعلم فضيحة ومباراة السُلطانَ هُلْكةٌ ومناضلةُ الأكرم ِ مُجليَة الشُّحّ ومناظرةُ الجاهل هوانٌ ومبارزةُ الفارس مصْرعة ، فانظرْ لنفسك موضعها تسلمْ
____***************************************
سالم غزال _ تونس

دون اي مجاملة

تذكر
دائما اشعر بالبهجة كلما قرأت كلامك
لأنه يمدنا بكل مفيد
و قيم و يضيف لمعلوماتنا وثقافتنا
لك الشكر و لنصك الاعجاب
مع التثبيت


مودة لا تنضب

أخي العزيز
كلامك حكم ونصك راق واسلوبك ممتع
جزاك الله خيرا

أخت بيسان ، أشكر لك كلماتك الراقية ودمت مشجعةً ونافخةً في شراعي ، أشكر لك تثبيتك اما أكتب ، ثبّتك الله وأثابك ، شكرا من القلب

شكرا لاينقطع استاذ رياض ، جازاك الله خيرا على تشجيعك ومتابعتك

شكرا من سويداء القلب وبارك الله فيك

سياستك في الكتابة رائعة
و أسلوبك جميل
يشد القارئ و يحفزنا لقراءة المزيد
حكم و دروس تفيدنا جميعا
رائع ما كتبته اعجابي

هي النّفس بتفاصيلها بتجاويفها بأسرارها
قال اللّه تعالى عنها
أمّارة بالسّوء
وهي فعلا أمّارة بالسّوء نظلّ نصارعها نقارعها نلجمها
وهوعمل به من المكابدة والمعاناة مابه
فاللّهم يسّر أمرها ولا تزغها واجعلها محبّة للخير داعية له
شكرا نابغتنا التّونسي فما أثرت حريّ بالمرور والتّمعّن
جعله اللّه لك في ميزان حسناتك....
وهدانا اللّه أجمعين لنتغلّب على ما بالنّفس من نوازع شرّ